فى الواقع أن اﻷديان غير ما تحتويه كتبها اﻷساسية على إختلافات كثيرة و أشياء أثبت العلم خطأها, فإن الكتب التابعة لدساتير اﻷديان لا تخلوا أيضاً من ذلك, و لا تخلوا من أخطاء علمية أبسطها الشمي التى فى كتب البخارى و غيره عندما تغرب تذهب و تسجد تحت العرش و تستأذن لتعود و تطلع من مطلع الشمس و تأتى من المشرق و تخرج من بيتها بمفهوم اﻷسفار و القرآن أيضاً
لكن هذه الكتب لا تقتصر على ذلك, بل تعمدت هذه الكتب التلاعب بالبشر و دس التشكيك بصورة فاضحة ثم المطالبة باﻹيمان مع ما تحتويه من تناقضات و أخطاء أكيده
لعل المثال التالى هو مثال كافى ﻹثبات التعمد فى التلاعب بأتباع الدين الذين سيؤمنون بذلك, و هو إسلوب مخالف لما إنتهجته اﻷديان من صنع بعض التلاعب باﻷلفاظ أحياناً و هذا يختلف عن سقطاتهم البينة, و لننظر لمثال فعله البخارى فيما يلى
إخترنا فى هذا الموضوع من ألعاب البخارى و مقصده و أهدافه التلاعبية أوضحها ليسهل للجميع إدراك اﻷمر
حيث سنتحدث عن الخمس و التى ذكرت كأربع, و قد إستخدم البخارى الخمس فى إسماء أبوابه و أضاف لها الحديث الذى به أن اﻷمر كان بأربع أشياء و نهى عن أربع أشياء ثم ذكر خمسةً
و بعد أن ظل البخارى يدخل الحديث فى عدة أبواب مثل كتاب اﻹيمان باب أداء الخمس من اﻹيمان و ذكر الحديث أمر بأربع و نهى عن أربع لكن كتب خمس أشياء مأمور بها, و حاول شارحون مثل إبن حجر العسقلانى فى كتاب فتح البارى حل هذه المشكلة لكن جميع اﻷقوال التى أتوا بها تخالف فى النهاية الحديث الذى أتم به التلاعب فى كتاب مواقيت الصلاة باب منيبين إليه, فبعد أن أورد الحديث فى عدة أبواب منها من أسمائها يظهر التلاعب الخمس و يذكر أنه أمر بأربع لكن فى اﻷحاديث خمس أمور , يطلب فى باب منيبين إليه أن تؤمن و تنيب و يذكر الحديث بأربع أوامر و لا أمر خامس فيه
بإختصار, البخارى وضع الخطأ و أشار إلى أنه خطأ ثم وضع الصحيح الذى يناقضه و قال آمنوا منيبين
و هو عبارة عن إستهزاء شبيه بأساليب اﻷديان التى ذكرنا أن المسيحية هى عبارة عن أخطاء اليهودية و ما لم يتم فيما قيل فى العهد القديم و أن اﻹسلام عبارة عن واضع أخطاء اليهود و النصارى و خطة الحطة هى خير مثال و يوجد المزيد من ما تحدثنا عنه و ما سنذكره لاحقاً
فقد ذكرت اﻷحاديث فى باب الخمس من اﻹيمان خمس أمور بينما هو أمر بأربع و نهى عن أربع, و حاول الشارحون أن يقولوا بأن شيئين كالزكاة و الصلاة يقصد بها شئ واحد , أو أن الشهادتين ليسوا منه ﻷنهم كانوا مؤمنين كما قال أبو بكر إبن العربى, أو الخمس ليس منهم كقول القاضى عياض كلها أقوال خاطئة ﻷن حديث باب منيبين إليه ذكر أربع أوامر فقط و كل ما ذكروه منهم
و لعل البخارى بوضع الحديث بهذا الشكل أشار فى باب أداء الخمس من اﻹيمان إلى تحريض من دخلوا اﻹسلام حديثاً من خارج مقره وقتها على القتال ﻷنه به المغنم ﻷداء الخمس منه, و قد ذكره فى كتاب العلم باب تحريض النبى عبد القيس على أن يحفظوا اﻹيمان, يظهر هنا أيضاً خوفه من مواجهة القتال, كما أنه بوضع اﻹختلاف أثار الشكوك حول هدفه من ذلك فكل اﻷحاديث صحيحة اﻹسناد بينما المتن النص خطأ, و هذا الحديث موجود أيضاً فى صحيح مسلم و غيره من كتب اﻷحاديث, و فى النهاية يسخر البخارى بأن يضع النص مناقض للنصوص اﻷخرى لكن بأربع أوامر فقط و أربع نواهى مطالباً الناس أن يؤمنوا منيبين
فكيف يؤمن الناس منيبين و هو فيه إختلافاً كثيراً؟ ما هو إلا إستهزاء و محاولة لنهج إسلوب الكتب اﻷساسية لكن بصورة فاضحة و فى النهاية نسوق الحديث بعد أن وضحنا للجميع و ﻷصحاب نهج أنهم اﻷمه و أنها مجتمعة على أن البخارى و مسلم أصح كتابين بعد القرآن لمعرفة حقيقته, غير أنه يوجد قرآنيين لا يؤمنون باﻷحاديث و يوجد شيعة لهم علماء و أحاديث يشترك بعضهم مع علماء السلف و يختلف بعضهم, و يوجد أصحاب آراء حديثة بأن يؤمن ببعض كتاب الحديث و يكفر ببعض, فإما كله أو لا و هو فى النهاية تلاعب و لعبة مفضوحة, و يوجد الكثير من الفرق التى فى النهاية تجتمع تحت كتاب واحد هو القرآن و الذى نسوق كل فترة بعض إختلافاته الكثيرة لمن يجهلها
البخارى: كتاب الخمس من اﻹيمان: باب أداء الخمس من الإيمان
53 حدثنا علي بن الجعد قال أخبرنا شعبة عن أبي جمرة قال كنت أقعد مع ابن عباس يجلسني على سريره فقال أقم عندي حتى أجعل لك سهما من مالي فأقمت معه شهرين ثم قال إن وفد عبد القيس لما أتوا النبي صلى الله عليه وسلم قال من القوم أو من الوفد قالوا ربيعة قال مرحبا بالقوم أو بالوفد غير خزايا ولا ندامى فقالوا يا رسول الله إنا لا نستطيع أن نأتيك إلا في الشهر الحرام وبيننا وبينك هذا الحي من كفار مضر فمرنا بأمر فصل نخبر به من وراءنا وندخل به الجنة وسألوه عن الأشربة فأمرهم بأربع ونهاهم عن أربع أمرهم بالإيمان بالله وحده قال أتدرون ما الإيمان بالله وحده قالوا الله ورسوله أعلم قال شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان وأن تعطوا من المغنم الخمس ونهاهم عن أربع عن الحنتم والدباء والنقير والمزفت وربما قال المقير وقال احفظوهن وأخبروا بهن من وراءكم
البخاري » كتاب مواقيت الصلاة » باب قول الله تعالى منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين
حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا عباد هو ابن عباد عن أبي جمرة عن ابن عباس قال قدم وفد عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا إنا من هذا الحي من ربيعة ولسنا نصل إليك إلا في الشهر الحرام فمرنا بشيء نأخذه عنك وندعو إليه من وراءنا فقال آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع الإيمان بالله ثم فسرها لهم شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وأن تؤدوا إلي خمس ما غنمتم وأنهى عن الدباء والحنتم والمقير والنقير
الواقع أن كتب الأحاديث مليئة ليس فقط بالألعاب بل أيضاً لحن القول, فكما قول البخاري باب الخمس من الإيمان: أمرهم بأربع و ذكر خمس منهم الخمس, ثم في عدة أبواب ذكر نفس الخمس حاول إبن حجر العسقـ لاني كما ظنوها في تفاسير بعضهم أن يصلح ذلك و إستعان بقول القاضي عياض و غيره لكن كل هذا فاشل في النهاية و ذلك لأن بعد كل ما ذكره البخاري من خمس بدل أربع في أبواب عدة ذكر الأربع فقط في باب و أنيبوا, و كأنه كان يسخر و يحذر التتار الذي هو منهم و قاتلوا المسلمين من خمس ما غنمتم و غيرها
طبعاً هذا ليس كل شئ بل مجرد فقط شئ من لعب البخاري بالأحاديث طبعاً معلميه هم كهنة و رهبان الأديان الأخرى, و دليل ذلك لحن القول الذى حذر منه القرآن و داخل ما شفره و جعله مبطن بعض ما يكشف لحن قولهم, مثال ترجمة من كرز بالعهدين في جميع أنحاء العالم لكل شعب على لغته و كان ذم القرآن قراطيسهم التي أبدوها, في هذه القراطيس العديد من الأخطاء الموضوعية و اللغوية أيضاً و منها فالق و ليس فالج لأنه في زمنه قسمت الأرض, أما في الأحاديث فوردت بنفس اللسان فالجة و متفلجة و ليس فالقة و متفلقة, كذلك الأمر غساق و ليس عسق لأنهم نازعوه عليها, فالنزاع كما أكد موضع القرآن يعنى الغساق و ليس عسق الذي ظنوه عسقلان, هناك العديد أيضاً من لحن القول ستجده من أول حرف, فمثلاً فلان بن فلان هو إسلوب مترجمي العهد القديم في قراطيس مكرز بها في جميع أنحاء العالم, ستجده مثلاً في سفر خروج إصحاح 31 و غيره, أما إسلوب القرآن هو مريم إبنتة عمران و عيسى إبن مريم, هذا مثالٌ و ليس بحصرٍ للحن القولِ.
المهم هو أن هذه الأحاديث لم تنقل بلسان عربي, و لا حتى الأحداث كمثال قول التصفيق للنساء, و فلنصفق لهم جميعاً عندما تقرأها, التصفيق إسمه في العربية تصدية و المكاء صفير و الغناء شعر, و قد ذم عبادة الكفار بالتصدية و المكاء, فحتى لو نهى عنه بلفظ تصفيق و ليس تصدية لقال لأنه من عبادة الجاهلية و ليس للنساء, و لو ذم المكاء و قال صفير لقال أنه من فعل كفار قريش بعبادتهم, و ليس من فعل قوم لوط كما جعلته بعض الأحاديث, طبعاً التاريخ ملئ بالأكاذيب التي يثبت القرآن وحده زيفها عند مقارنته مع قراطيسهم
هناك أيضاً بعض ما لم يكن كل الأقوال مكر و تحريف و لحن قول و ألعاب و تشكيك ثم إستهزاء و طلب إنابة باب و أنيبوا إلى ربكم, و لنكتفي بذلك كمثالٍ و ليس بحصرٍ لأن هذه الكتب الجانبية لا تستحق وقت فكل الحقائق عن الأهداف الأساسية محصورة بين الثلاث كتب الرئيسية للأديان الثلاثة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق